“تستخدم مبررات مثل الخصوصية والأمان كدرع مرن يمكن أن يتمدد أو ينكمش لخدمة مصالحها المالية والتجارية”، هكذا وصفت وزارة العدل الأمريكية شركة آبل خلال الدعوة القضائية التي رفعتها ضد صانع الآيفون بسبب ممارسات احتكارية تتم بطريقة غير تنافسية حتى تضمن أن يعود الأمر بالنفع عليها ماديا. لنتعرف خلال السطور التالية على القصة كاملة ولماذا أصبحت ابل فجأة في مرمى نيران الحكومة الأمريكية.
ما القصة؟
قدمت وزارة العدل و 15 ولاية أمريكية دعوى قضائية مؤلفة من 88 صفحة، تضم ادعاءات ضد شركة آبل وفقا لتحقيقات بدأت في عام 2019 خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب. وجاء في الدعوى القضائية أن آبل لسنوات عديدة، قامت ببناء منصة للآيفون ونظام بيئي مهيمن أدى إلى التقييم الفلكي للشركة والذي بلغ 3.1 تريليون دولار خلال شهر ديسمبر من العام الماضي 2023. وأوضحت الدعوى أن ما يسمى “الحديقة المسورة” يمنع المستخدمين من استخدام منتجات وخدمات أخرى بخلاف الخاصة بالشركة. على سبيل المثال، تعمل ساعة ابل الذكية فقط مع هواتف الآيفون، لن تعمل الساعة مع هواتف الأندرويد، كذلك ميزة نقل الملفات AirDrop تعمل بين أجهزة الشركة فقط. وهكذا اتبعت Apple مسارا احتكاريا يقيد المستخدمين وحتى المطورين من أجل مصالحها وتعظيم أرباحها.
علاوى على ذلك، جاء في الدعوى القضائية أن ابل تستخدم كميات هائلة من البيانات الشخصية والحساسة للمستخدمين على متجر التطبيقات الخاص بها حيث وجهت أصابع الاتهام إلى أن الشركة تستغل بيانات المستخدمين في الإعلانات المستهدفة. وقدمت وزارة العدل أيضًا حجة حول اضطرار المستخدمين إلى مشاركة المعلومات مع الشركة لاستخدام المحفظة الرقمية الخاصة بها بدلاً من مشاركة هذه التفاصيل مع بنك أو مزود طبي. بالإضافة إلى ذلك، قالت أيضا أن آبل أبرمت صفقات مع جوجل لجعل الأخير محرك البحث الافتراضي على متصفح سفاري بأجهزة الشركة، على الرغم من معرفة شركة أبل بوجود بدائل أفضل تركز على الخصوصية.
وقال المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند في مؤتمر صحفي أعلن فيه القضية “إن شركة أبل حافظت على قوة احتكارية في سوق الهواتف الذكية ليس فقط من خلال البقاء في صدارة المنافسة من حيث الأسس الموضوعية ولكن من خلال انتهاك قانون مكافحة الاحتكار الفيدرالي”. وأشار إلى أن صانع الآيفون يُنفق المليارات على التسويق وعلامته التجارية من أجل تعزيز فرضية الخدمة الذاتية القائلة بأن شركة أبل وحدها هي القادرة على حماية خصوصية المستخدمين ومصالحهم الأمنية.
رد آبل
قالت آبل في بيان لها ” هذه الدعوى القضائية تهدد هويتنا والمبادئ التي تميز منتجاتنا في الأسواق شديدة التنافسية. توفر الشركة حماية شديدة لنظامها البيئي التكنولوجي عبر أجهزة الآيفون وابل ووتش والآيباد والإيربودز والماك. وهذا ما يساعد على ضمان أمان المستخدم وحماية خصوصيته. ونجاح تلك الدعوى سوف يعيق من قدرة أبل على إنشاء نوع التكنولوجيا التي يتوقعها الناس منها حيث تتقاطع الأجهزة والبرامج والخدمات ولهذا، نعتقد أن هذه الدعوى خاطئة من حيث الوقائع والقانون”. وعلى صعيد متجرها آب ستور، أكدت الشركة أن المطورين استفادوا من السيطرة العالمية لمتجر التطبيقات، مما سمح لهم بالوصول إلى المزيد من المستخدمين وكسب الكثير من الأرباح.
كيف أثرت الدعوى على ابل؟
لسنوات عديدة، كان مستثمرو شركة أبل يعزون أنفسهم بفكرة مفادها أنه بغض النظر عن الاتجاهات التي قد تبدو عليها فئات المنتجات الرئيسية الخاصة بها، فإن النمو في الخدمات سوف يظل قويا. أما الآن، فإن التوقعات بالنسبة لمجال الخدمات أصبح أكثر هشاشة. ولهذا هوى سهم Apple حيث انخفض بنسبة 4.1% عند اغلاق التداول مما أدى إلى محو حوالي 113 مليار دولار من قيمة أبل السوقية، التي تبلغ حاليا، 2.65 تريليون دولار، لتصل خسائرها منذ بداية العام إلى حوالي 11%.
لا يفوتك: كيفية إصلاح مشكلة توقف التطبيقات عن العمل في الآيفون؟ 5 حلول مجرّبة
أخيرا، أصرت Apple على أن الادعاءات الموجهة ضدها غير صحيحة ولما لا وهي تمتلك واحد من أفضل مكاتب المحاماة في العالم، لذا، سوف تستمر القضية لفترة طويلة وسوف يحاول فريق الشركة القانوني إثبات خطأ الدعوى المرفوعة بكافة السبل الممكنة. ومع ذلك، يبدو أن هذا العام سيكون الأسوء على صانع الآيفون، حيث تأخرت باللحاق بالركب في مجال الذكاء الإصطناعي كما أنها فقدت حصة كبيرة في الصين التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم وسوق رئيسي لابل والأهم أنها دخلت في صراع قوي مع كافة الجهات التنظيمية والحكومات في جميع أنحاء العالم.