انخفضت قيمة عملة البيتكوين الى أدنى مستوياتها في الـ18 شهرًا الماضية، حيث في 10 يونيو ظهرت العملة وقد وصلت قيمتها الى اقل من 25 الف دولار، أي انها فقدت أكثر من نصف قيمتها السابقة، ليست وحدها فباقي العملات الإلكترونية تعاني أيضًا وتنخفض قيمتها بشكل كبير، هذا يؤدي الى توتر كبير في سوق العملات الذكية ما بين المعدنين والمتداولين.
انخفاض قيمة البيتكوين
وصول البيتكوين الى قيمة 25 الف دولار وانخفاضها بهذا الشكل يعني ان العملات الرقمية تعد عملات محفوفة بالمخاطرة، اليوم انت غني وغدًا لا تملك ما يكفي من المال، خاصة بعدما قام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة على الدولار ورفع قيمة الدولار بشكل كبير فهذا ادى الى انخفاض قيمة العملات الرقمية.
أداء البيتكوين حتى الآن
كان أبرز ارتفاع في سعر البيتكوين في 28 مارس الماضي حيث وصل سعر تداول العملة الى مبلغ قدره 48200 دولار ويعتبر هذا أكبر ارتفاع لها هذا العالم، في ذلك الوقت مع التوتر الحادث بين دولتي روسيا واوكرانيا، مما أثر على مستويات البيتكوين وقيمتها رغم انه كان من المتوقع ان تصل قيمة العملة الى 100 الف دولار خلال هذا العام وهذا ما لم يحدث.
بعد ان وصلت العملة الى مستوى مرتفع وثبتت على قيمة 45 الف دولار لمدة أسبوع تقريبًا، حتى يوم الخامس من ابريل، بدأت العملة في التراجع وانخفاض القيمة ما بين 6% و 2% يوميًا حتى وصل السعر الى 40 الف دولار، ومن ثم بدأت العملة في يوم الخامس من مايو بالانخفاض السريع حتى صارت قيمتها 34 الف دولار لكن الانخفاض المفاجئ كان يوم 9 مايو عندما هبطت قيمتها الى اقل من 30 الف دولار، في مايو فقط انخفضت العملة بنسبة 25.6%، في يونيو لم يختلف الأمر كثيرًا حيث وصلت العملة الى اقل من 25 الف دولار يوم الثالث عشر من شهر يونيو.
ما سبب انخفاض قيمة البيتكوين لهذا الحد؟
في 12 مايو قامت شركة LFG – Luma Foundation Guard بتحويل 42530.82 بيتكوين الى دولارات -حوالي 1.319 مليار دولار- مما سبب ذعرًا في السوق، الأمر مثل البورصة عندما تبيع مجموعة من الأسهم تنخفض قيمة السهم، فبعد عملية البيع هذه باشر السعر بالانخافض وظلت قيمته تنخفض حتى هذه المرحلة.
لماذا اصبحت العملات الرقمية ضعيفة؟
السبب النهائي لحالة الركود هذه يكمن في رفع الفائدة الأمريكية، عندما أعلن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس مما رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية ما بين 0.75% الى 1%، في الوقت نفسه الذي اعلن فيه الاحتياطي الفيدرالي انه سيقلص ميزانيته العمومية بنحو 9 تريليون دولار اعتبارًا من 1 يونيو لمواكبة ارتفاع اسعار الفائدة والحد من التضخم.
بمجرد ظهور كله ذه الأخبار ارتفعت الأساهم الأمريكية وارتفعت قيمة سوق العملات المشفرة بشكل طفيف، ولكن خلال الاجتماع استبعد رئيس البنك الاحتياطي امكانية رفع اسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، مما بدد مخاوف السوق بشأن رفع معدل الفائدة بشكل مفرط لكن بعد ذلك مباشرة تحولت أرباح السوق بشكل حاد واغلقت كل من اسوق الأسهم الأمريكية والعملات الرقمية انخفاضًا حادًا، لاحظ ان هذه اول مرة منذ عام 2000 التي يتم رفع الفائدة فيها بمقدار 50 نقطة، هذا يدل على تشديد البنك الاحتياطي الفيدرالي على تشديد السيادة النقدية مما سبب هذه الصدمة.
لكن في المقابل ارتفعت عائدات السندات الأمريكية وسجل مؤشر الدولار الأمريكي مستوى مرتفع جديد مما يقترب من 20 عام، مما يظهر التأثير الإيجابي لرفع اسعار الفائدة، يمكن القول ان لحظة رفع سعر الفائدة هي لحظة حاسمة بالنسبة للبنك الفيدرالي الأمريكي لإعادة تشكيل الائتمان بالدولار الأمريكي في لحظة حرجة عندما يتزايد التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية وينخفض الإئتمان بالدولار.
دراسة مفادها ان الارتباط بين البيتكوين والأسهم مؤقت
يمكن للعملات المشفرة ان تمنح المستثمرين تعرضًا غير مرتبط بسوق الأوراق المالية كفرصة استثمارية محتملة، على الأقل هذا هو المفهوم الذي كان يتجه اليه العهالم في عام 2022، لكن العملات المشفرة تتابع الانخفاض في السعر فهل هذه مجرد خطوة مؤقتة؟ قبل الوباء كانت بيتكوين تعد وسيلة للإحتياط من التضخم نظرًا لاقترابها وارتباطها المنخفض بالأصول الخطرة مثل الأسهم
اقرأ أيضًا: ما هو حدث تنصيف البيتكوين وما أهميته؟
بالطبع كما يدرك مستثمرو العملات المشفرة جيدًا فإن استخدام البيتكوين كوسيلة للإحتياط من التضخم امر لم يكن موجودًا على الإطلاق في عام 2022، حيث دفعت المخاوف من التضخم كل الأسهم والسندات الي الانخفاض، وبالمثل أخذت العملات المشفرة الطريق نفسه وبدأت بالإنخفاض، مع ذلك في الآونة الأخيرة اتخذ سرب العملات منعطفًا مغايرًا بسبب تحولات الإقتصادظ، تحركت عملة بيتكوين ومؤشر Standard and boys 500 بشكل متزامن، حيث ارتبطا ببعضمها وارتفع ارتباطهما الى اعلى مستوى له على الإطلاق ما يساوي 0.69، مما أدى الى عدم الإقتناع بفائدة العملات المشفرة.
الإختلاف على المدى الطويل
يمكن ان يكون الارتباط ظاهرة قصيرة المدى وفقًا للعديد من الخبراء، مما يمنح مستثمري العملات المشفرة الأمل في صعود العملات من جديد، يحتاجون الى الأمل لأن العملات الرقمية تعاني من الانخفاض والتقلبات مع استمرار البنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع اسعار الفائدة، سوق العملات المشفرة يعود الى الهبوط مرة أخرى ولكن هذا أمر طبيعي؛ فهي تعاني من الانخفاض مرة واحدة ثم تعود الى الزيادة، بعيدًا عن سوق الأسهم العادية هذه طبيعة العملات الرقمية التي لا ترتبط بالذهب.