الشركات الصينية غيرت من سوق الهواتف المحمولة تحت الـ10 آلاف جنيه بشكل كبير، فقط الأعمى هو من لا يرى ذلك، لذلك لماذا لا نناقش تأثير الشركات الصينية على السوق؟ سلبي او إيجابي، دعنا نأخذ التأثير السلبي في هذا المقال، سنلحقه بمقال آخر في وقت لاحق عن التأثير الإيجابي أيضًا، لكن دعنا نكون سلبيين في هذا المقال، ونتحدث عن التأثير او الجانب السلبي لوجود الشركات الصينية في سوق الهواتف تحت 10 آلاف جنيه، فأكمل القراءة.
دخول الشركات الصينية الى سوق الهواتف تحت 10 آلاف جنيه
قبل أن نقول التأثير السلبي او التأثير الإيجابي أو أي شيء، هل تتذكر بداية الشركات الصينية في سوق مصر؟ اعني هنا الماركات المعروفة، كانت هناك هواتف من Alcatel في الأسعار الرخيصة، كذلك Lenovo كان لها حضور قوي في فترة من الفترات وحضور ضعيف في فترات أكبر، كانت هناك G-Tide التي لا أعلم لماذا تواجدت في الأساس، ولكن من استمرت لأطول فترة كانت شركة Huawei، رغم فترات تخبط مرت بالشركة الا انها استمرت في مصر واشتهرت بشكل كبير، لدرجة أنها ولأوقات عديدة كانت الخيار الأمثل لأي شخص يشتري هاتفًا جديدًا، وظللنا على هذا الحال حتى دخول Oppo و infinix و Tecno في فترة زمنية قريبة، مع كل هذه الأجهزة لم تحدث أي ثورة في الأسعار، حتى ظهرت Xiaomi والتي كانت ولازالت تسعر أجهزتها بشكل أعنف من أي شركة أخرى، الآن السوق بدون Huawei او Honor او Lenovo وهناك كثير من الشركات التي لم يعد لها وجود، ما أخبار السوق؟
تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف – كمية الهواتف لكل فئة
كمية الهواتف في كل فئة زادت بشكل كبير، كل شركة تصدر لها هاتفًا او هاتفين في نفس الفئة السعرية، يمكن ان تقول ان كل 1000 جنيه بها هاتفين او 3 من كل الشركات، شاومي وحدها في العائلة الواحدة تصدر بالـ3 او 4 أجهزة، وتجدها تتوسع من فوق 2000 جنيه حتى تحت الـ7000 جنيه مثلًا، ستقول لي لكن كثرة الهواتف تؤدي الى كثرة الخيارات لكل مستخدم، أعني ان المستخدم مستفيد بهذه المنافسة، نظريًا نعم، لكن ان درست هذه الهواتف ستجدها انها متشابهة في كل شيء تقريبًا، وقد يكون الفارق في الـSoftware فحسب، بل انه كلما زاد الأمر عن حده انقلب ضده، زيادة الهواتف تضع المستخدم في حيرة كبيرة أي الهواتف يختار، خاصة ان الهواتف كلها متشابهة والفوارق بينها ضئيلة للغاية.
تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف – معدلات إصدار النسخ الجديدة
هل تتذكر متى تحدث كل شركة هواتفها؟ سامسونج على سبيل المثال فهواتفها تتحدث كل عام، A72 أتى بعد عام من A71 بعد عام من A70، كذلك A52 و A32، لكن الشركات الصينية تقوم بالعكس، تجد كل هاتف يصدر بعد 6 شهور من الهاتف القديم، وهذه تُعد أكبر مشكلة وأكبر تأثير سلبي، ذلك بسبب ان الهواتف ستتعرض لنوع من الإهمال، خاصة عندما تصدر الشركة هواتف عديدة في الفئة الواحدة، سآخذ مثالًا على ذلك شركة شاومي، هذا العام أصدرت ما بين 2500 و 5000 جنيه حوالي 4 أجهزة من نفس العائلة، Redmi Note 10، في بداية الأمر تجد الهاتف بمواصفات ومميزات والكثير من الكلام على الورق، لكن الشكاوي الأولى من Note 10 Pro كانت في مشاكل السوفت وير، اشتكى المستخدمون من ان النظام لا يستجيب بشكل جيد، من ان النظام لا يعمل بشكل ممتاز، يحتاج لضبط كبير قبل ان يعمل بكفاءة، هذا ما بدأت شاومي بحله مع الوقت عن طريق التحديثات، لكن هل ستحل كل مشاكلها؟
المعضلة هنا انها كلها فترة بسيطة ليست فترة طويلة وسنجد Redmi Note 11 في الأخبار وقد نراه في الأسواق قبل ان نتوقع، فإن كانت مشاكل الـRedmi Note 10 Pro كثيرة، هل نتوقع ان نرى حل هذه المشاكل في فترة بسيطة؟ هذه هي المعضلة، هل ستستطيع الشركة حل كل مشاكل السوفت وير في فترة الـ6 أشهر، خاصة ان شركة مثل شاومي لديها سمعة سيئة من ناحية مشاكل السوفت وير، وانه في أوقات عديدة تستمر المشكلة لفترة بعد إصدار الهاتف، ليس الأمر مثل سامسونج التي تصدر هواتفها بنسبة استقرار مرتفعة تصل الى 90% وبتحديث او 2 يتم حل المشكلة نهائيًا. فهذه ثاني مشكلة، اصدار نسخ الهواتف الجديدة في فترات متقاربة، يقضي على النسخ القديمة وتستمر النسخ القديمة بمشاكلها ان كان بها مشاكل.
تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف – إعادة البيع
الآن مُبارك عليك لقد اشتريت هاتفًا ولنقل انه من شركة Oppo، بعد 6 أشهر صدرت النسخة الجديدة منه، لنقل ان هاتفك كان بسعر 5 آلاف جنيه مصري، النسخة الجديدة صدرت بنفس السعر، فقامت الشركة بتسعير النسخة القديمة بسعر 4500 جنيه مصري ثم 4000 جنيه مصري وبدأت تقلل من عدد الوحدات المتاحة ولا تصدر النسخة القديمة، حتى يتم بيع كل النسخ القديمة تبقى في السوق لدى التجار بعض منها يريدون التخلص منها، فيعرضونها بسعر 3500 جنيه مثلًا، هذه 1500 جنيه من سعر هاتفك في أول 6 أشهر فقط، بدون ان تستعمل الجهاز، ما بالك ان استعملته فعندما تريد بيع هاتفك للتجديد ستجد نفسك تبيعه بسعر منخفض جدًا مقارنة بيوم شراءه، هذا سيء جدًا، السبب في ذلك هو عملية إصدار نسخ جديدة من الهاتف كل 6 أشهر، بدون توقف، الشركات ستظل تصدر أجهزة جديدة كل 6 أشهر تقريبًا وهذه المشكلة لن تنتهي.
تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف – مساحة الإبداع
انت الآن تصدر هاتفك كل 6 أشهر، كيف تُبدع بذلك المعدل؟ اعني أنه كل شركة تُصدر في هاتفها أعلى قطع Hardware ممكنة من حساسات كاميرا ومعالجات وذاكرة وكل شيء، أعني ان كل عام انت تحصل على ماذا؟ تحديثات داخلية فقط، تحصل على تجربة أفضل نعم وذلك أمر طبيعي، لكن لم يعد هناك مكان للابتكار او لتقديم ميزة حقيقية تميز الجهاز عن نظيره، صارت كل الأجهزة متشابهة، الفرق بين جيل العام الماضي وجيل هذا العام هو قطع Hardware داخلية، متناظرة، معالج مقابل معالج، كاميرا مقابل كاميرا وبطارية مقابل بطارية وهكذا، الهواتف من الأمام صارت نسخة واحدة كلهم بنفس التصميم، لن تستطيع تمييزهم عن بعض، الشركات تصدر الجديد لتنافس بعتاد أجدد وفقط، لا مجال للإبداع في السباق هذه المرة.
تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف – مشاكل السوفت وير واستقراره
شاومي شاومي شاومي، هذه فقرتها، تأثير الشركات الصينية هنا اتحدث عن تأثير شاومي بشكل خاص، وقد تحدثنا في مقال سابق عن هذه المشكلة، تجربة نظام شاومي تختلف من هاتف لآخر، لماذا؟ شاومي تُصدر الهاتف في أكثر من مكان، بعدة أسماء، من الهواتف التي حيرتني مثلًا كانت هاتف Redmi Note 9s هنا في مصر، الهاتف هو هاتف Redmi Note 9 Pro في الهند، نفس الاسم الكودي للجهازين، غير انها لا تصدر نسخة واحدة من السوفت وير، هناك نسخة اندونيسيا ونسخة الصين والنسخة العالمية ونسخة الاتحاد الأوروبي، يوم آخر وسأطلب نسخة خاصة بي، لماذا تقوم شاومي بذلك؟ المشكلة هنا أن فرق التطوير تنقسم بشكل كبير، اعني ان جمعنا فريق تطوير Redmi Note 9 في جهاز واحد -ليس جهازين باسمين مختلفين بنفس الكود- وعلى سوفت وير واحد او نسختين فقط -نسخة الصين ونسخة عالمية- ستُحل مشاكل شاومي، ستُحل مشاكل السوفت وير، لكن لماذا لا تغير شاومي هذا الأمر؟
على النقيض لديك سامسونج، تُصدر نسخ هواتفها الجديدة كل عام، تُصدر النسخ الجديدة شبه مُستقرة النظام، يمكن ان تقول استقرار بنسبة 90% بعد تحديث او اثنين يصبح الجهاز في وضع الاستقرار النهائي، هذا يعني قدرة سامسونج على المحافظة على استقرار النظام والمحافظة على المبيعات وقدرتها على بيع هواتفها بسهولة، هذا يُثبت لنا ان الاستقرار مع التمهل في اصدار الهواتف أفضل من عجلة الشركات بإصدار نسخ جديدة.
تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف – التجربة الكلية
وآخر ما أريد انتقاده هنا هو تجربة الجهاز الكلية، تجربة ناقصة، بها مشاكل وبها نواقص كثيرة، ليست الأمثل، ليست الأفضل، تجد حساس كاميرا ممتاز، لكن لا تستغله الشركة بالكامل، وتجد المعالج الأفضل في فئته، لكن للأسف الشركة تقيد استعماله، تقريبًا البطارية أكثر ما تحصل على حقها في هذه الأجهزة وهذا لا يكفي يجب ان يكون الجهاز متكاملًا، او في اقوى مستويات التكامل التي تستطيع الشركة ان تصل اليها، هذا لا يحدث طول الوقت، هذا لا يحدث دائمًا، لذلك يجب على الشركات الصينية التفكير في هذا الأمر. وبسبب التسرع في الإصدار والاهتمام بوجود هواتف جديدة فقط في السوق اختفت شركات لم تستطع مجاراة هذه السياسة مثل LG و HTC وانسحبت Sony من أسواق عديدة أيضًا.
الخلاصة – الشركات الصينية سيئة؟
هذا المقال ضد الشركات الصينية بالكامل نعم، ننتقد هنا كل مساوئ هذه الشركات، ننتقد هنا كل السيء الذي أحدثوه في سوق الهواتف، لكن هذا لا يعني حرفية العنوان، لا يعني ان هذه الشركات قد دمرت سوق الهواتف، هذه الشركات لها تأثير إيجابي كبير جدًا، وسأذكره في مقال آخر، وسأستفيض فيه كما استفضت في هذا المقال، سيكون هذا مقال لوقت لاحق تقرأوه قريبًا، لكن كما قلنا، هذا المقال يحمل كل مساوئ الشركات الصينية في الأسواق.