لم يتحمس أحد لوجود محرك بحث قادر على منافسة جوجل، حيث كان ولازال أكبر مصادر دخل الشركة، ولكن شركة DuckDuckGo كان لها رأي آخر، وتمكنت في الفترة القصيرة التي ظهرت بها من صنع إسم لها في مجال الأمن المعلوماتي وحماية بيانات المستخدمين.
ويظن البعض أن الشركة المالكة لجوجل – ألفابيت- تقدم خدمات محرك البحث الخاص بها مجانًا، ولكن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك، حيث تجمع الشركة أرباحها عبر معلوماتك الهامة والشخصية، ومن ثم إدارة هذه المعلومات وبيعها للشركات المستفيدة والتي ترغب في نشر إعلانات عن منتجاتها المختلفة عبر محرك البحث.
وقد تحولت جوجل تمامًا إلى هذا الأسلوب في إدارة مصادر الدخل، حيث أصبحت تجمع المعلومات من جميع منتجاتها مثل هواتف أندرويد أو بريد جيميل الإلكتروني ومنصة يوتيوب لعرض مقاطع الفيديو، بالإضافة إلى متصفح جوجل كروم.
لذلك أصبح وجود شركة مثل DuckDuckGo التي تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات المختلفة أمرًا هامًا لمواجهة تفشي ظاهرة سرقة البيانات والاعتماد عليها في الإعلانات المختلفة، وذلك ما جعل أسهم الشركة ترتفع كثيرًا وتبدأ بالظهور بكثرة.
تاريخ DuckDuckGo
ظهرت الشركة للمرة الأولى في عام 2008 لتجعل تجربة استخدام الإنترنت أكثر أمنًا دون الخوف من تتبع الشركات لك.
وتمتلك الشركة مجموعة متنوعة من المنتجات التي تساعدها على أداء هذه المهمة بأكمل وجه، حيث يمكنك استخدام محرك البحث الخاص بها أو الإضافات الخاصة بها في المتصفحات المختلفة مثل جوجل كروم وسفاري وفايرفوكس، بالإضافة إلى تثبيت التطبيق الخاص بها في هاتفك لإيقاف عمليات التتبع عبر الهاتف.
وأعلنت الشركة مؤخرًا أنها تعمل على متصفح خاص بها بالكامل، ويركز هذا المتصفح بشكل كبير على حماية خصوصية المستخدم وألا يقوم بجمع أي معلومات أو بيانات عن المستخدم، كما تقدم الشركة أداة خاصة تسمح لك بإزالة المتابعات من رسائل البريد الإلكتروني من أجل مواجهة الرسائل الإعلانية المزعجة.
كيف يعمل متصفح DuckDuckGo
يعمل المتصفح بطريقة مشابهة لعمل محرك البحث الخاص بهم والأدوات الأخرى، ويمكنك أن تفكر فيه كأنه متصفح يعمل في الوضع الخفي طوال الوقت دون أن ينتقل إلى الوضع المعتاد أبدًا.
ويعني ذلك أن المتصفح لا يقوم بتسجيل أي بيانات أو ملفات ارتباط خاصة بعملية تصفح الإنترنت التي تتم من خلاله، وذلك بدلًا من الطريقة التي يستخدمها متصفح جوجل كروم والمتصفحات الأخرى عند استخدام النوافذ الخفية، حيث تقوم هذه المتصفحات بحفظ البيانات بشكل مؤقت وحذفها عندما تغلق النافذة تمامًا.
كما يقوم المتصفح بتشفير جميع الإتصالات بينك وبين خوادم المواقع المختلفة عبر الإنترنت، ويقوم باختيار الإتصال الأكثر أمانًا بشكل تلقائي، مما يمنع المواقع من جمع المعلومات والبيانات عنك.
الإعلانات في DuckDuckGo وطريقة ربح الشركة
تهتم جميع الشركات التقنية بالربح، ولا تختلف DuckDuckGO كثيرًا عنهم، ولكن بدلًا من جمع البيانات المخصصة وبيع الإعلانات المخصصة لتجربتك، فإن الشركة تقوم ببيع الإعلانات بشكل عام وتكون هذه الإعلانات متعلقة بما تقوم بالبحث عنه الآن.
ويعني ذلك أنك عندما تقوم بالبحث عن هاتف آيفون 12 الجديد، فإن جميع الإعلانات التي تظهر لك تكون عن هذا الهاتف، وعندما تغلق صفحة البحث أو تنتقل للبحث عن أمر آخر، فإنك لن ترى إعلانات عن آيفون 12 مجددًا.
كما أن الشركة لا تتبع عمليات الشراء التي تقوم بها وتاريخ زيارتك للمواقع المختلفة من أجل تخصيص الإعلانات، فكل الإعلانات التي تظهر أمامك تكون عن ما تقوم بالبحث عنه مباشرةً.
لماذا تمثل الشركة تهديدًا لشركات الإعلانات ؟
تعتمد عملية نشر الإعلانات عبر الإنترنت على تتبع المستخدم وتتبع سلوكه عبر جميع المنصات من أجل تقديم الإعلان في الوقت المناسب حتى يتفاعل معه المستخدم ويقوم بالشراء منه، وتعتمد هذه الطريقة على جمع بيانات المستخدم من جميع المنصات التي يستخدمها.
ويعني ذلك أن كل ما تقوم بالبحث عنه عبر محرك بحث جوجل ومن ثم تذهب لتبحث عنه في فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب، فإنك تجده يظهر مجددًا ولكن هذه المرة كإعلانات في مختلف المنصات، وقد تجد رسائل بريد إلكتروني عنه أيضًا.
لذلك إن كنت تشاهد مراجعات لهاتف آيفون 12 في يوتيوب ومن ثم بحثت عنه قليلًا في جوجل، فإن كل الإعلانات التي تراها في فيسبوك ويوتيوب وجوجل تحفزك لشراء الهاتف أو تدفعك لشراء ملحقات خاصة بها.
ويوقف متصفح DuckDuckGo هذه الدائرة الشرسة لأنه لا يسمح بجمع المعلومات أو مشاركتها بين المنصات الإلكترونية المختلفة، ويعني ذلك أن ما تقوم بالبحث عنه في فيسبوك يظل داخل فيسبوك ولن يصل إلى جوجل أو شركات الإعلانات الأخرى.
كيفية استخدام DuckDuckGo
يمكنك استخدام خدمات الشركة والاستفادة منها عبر أكثر من طريقة، ويمكنك استخدامه عبر هاتفك مباشرةً كبديل لتطبيقات تصفح الإنترنت مثل جوجل كروم أو سفاري، أو يمكنك استخدامه عبر محرك البحث الخاص به.
ويمكنك الاستفادة من محرك البحث عبر التوجه بسهولة إلى عنوانه، وبعد ذلك كتابة ما ترغب في البحث عنه، أو تثبيت الإضافة الخاصة بالمتصفح لتتمكن من استخدامها مباشرةً دون الحاجة لزيارة الموقع الخاص به في كل مرة.
وعندما تطلق الشركة متصفح الحواسيب الخاص بها، فإن الأمر يصبح أكثر سهولة، حيث لن تحتاج لأي شيء سوا تثبيت المتصفح ومن ثم البدء باستخدامه مباشرةً.