الذكاء الاصطناعي منذ ان تطور منه النماذج اللغوية مثل Bard وChatGPT وBing Chat وهو من أكثر الإبتكارات التقنية التي تُدهش المستخدمين بشكل كبير، حيث ان النماذج اللغوية بُني عليها العديد من الأدوات الأخرى التي دخلت في مجال صناعة الصور وفي مجال المونتاج، غير استعمال الذكاء الاصطناعي في عالم البرمجة، تخيل ان هناك العديد من الوظائف التي سيضعُف فيها التدخل البشري بسبب تدخل البرمجيات المتقدمة فيها، أحد هذه المجالات هو مجال الكتابة الذي سيتدخل فيه الذكاء بشكل كبير، ولكن كيف يُساعد الذكاء الاصطناعي في مجال كتابة المحتوى؟
نستعمل الذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة
ان كنت تفكر في ان استعمال البرمجيات في عالم الكتابة هو أمر مُستحدث وظهر هذا العام فأنت مُخطئ، نحن نستعمل الذكاء الاصطناعي في عالم الكتابة والتأليف منذ زمن بعيد جدًا، أبسط مثال على ذلك هو مُصحح الأخطاء اللغوية؛ هو برنامج يعتمد على نوع من الذكاء في ان يفهم الجملة الخاصة بك، ومنها يكتشف الخطأ في الكلمة التي تكتبها ويُصححها لك، سواء كان ذلك هو خطأًا نحويًا ام كان في علامات الترقيم او في ترتيب الكلمة، ان كتبت جملة مثل I run into house yesterday فهذه الجملة مثال واضح على الخطأ، دور مُصحح الأخطاء ان يستبدل الكلمة الخاطئة Run بكلمة صحيحة وهي Ran، لأن الجملة تقع في الماضي، فلذلك ليس أمرًا جديدًا علينا استعمال الذكاء الاصطناعي في عالم الكتابة.
قبل ان تستمر في قراءة المقال أريدك ان تفهم ان الذكاء الاصطناعي في عالم الكتابة ليس كاتبًا منفصلًا عنك، بل يمكن ان تعتبره اضافة لعقلك تزيد من الأداء المتوقع من تفكيرك ويُساعد في اخراج أفضل ما لديك في مهمتك، لا تتوقع ان تكتب مقالًا كاملًا باستعمال أوامر تكتبها للنموذج اللغوي وتعتبر ان هذا المقال ممتاز وهائل ويؤدي ثماره، انت تتعامل مع بشر مثلك والقراء بشر مثلك، يريدون فهم ما تكتب وذلك لن يحدث بدون اسلوبك الخاص في الكتابة وتقديم المعلومات بشكل جيد تفهمه انت ليستطيع القارئ فهمه، فكيف تستعمل الذكاء الاصطناعي في تحسين كتابتك؟
ملحوظة معظم الصور المُستعملة في هذا المقال تم انشائها عن طريق Bing Chat وليست من مصممين فعليين
نظم أفكارك بسرعة
من المشاكل التي أواجهها ككاتب محتوى ان اجد أفكارًا مناسبة للمحتوى، لكتابة مقال كهذا انا اقضي وقتًا طويلًا في تحديد ما اريد كتابته وتقسيم المقال الى افكار وعناوين فرعية وكيف سأربط كل عنوان بالآخر والكثير من العمليات الذهنية التي أمر بها من أجل كتابة مقال واحد، لكن بسهولة باستعمال نموذج لغوي مثل Bard -والذي استعمله بكثافة- دخلت وكتبت اني أريد كتابة مقال معين وأريد بعض الأفكار، وظللت أُفكر معه او اطلب منه طلبات خاصة بالمقال من أجل تحسين المحتوى ومن أجل الوصول الى الأفكار المناسبة وانتهت الأزمة؛ صار عندي أفكار عديدة وعناصر مفيدة من أجل كتابة هذا المقال وسأقوم بكتابته بعدها بدون مشاكل.
الوصول السريع الى ما يبحث عنه الناس
من المعضلات التي يواجهها أي صانع محتوى مكتوب على الإنترنت هو ان يصل الى ما يريده المستخدمون، عملية البحث عن محتوى مناسب للموقع وللقراء ليست سهلة، ما الكلمات التي يبحث عنها القراء وكيف يصلون الى ما يريدون على الموقع؟ هذه اسألة نجاوبها نحن الكُتاب لنستطيع الحصول على عدد كبير من الزيارات في وقت مناسب، ولكن هذه العملية ليست سهلة، لذلك الميلان الى استعمال تطبيقات الذكاء الاصطناعي تُزيل معوقات هذا الأمر بشكل كبير، فيمكن للذكاء الوصول الى ما يبحث عنه القراء وما يريدونه بشكل أكبر وما يتفاعلون معه، بالتالي نستطيع نحن الكُتاب كتابة مقالات مليئة بالمحتوى التفاعلي مع الجمهور ونحل أزمتنا هذه، للنماذج اللغوية القدرة على الوصول السريع الى هذه المعلومات لذلك نستغلها بشكل أكبر من أجل حل أزمة تحديد ما يريده القراء.
كتابة محتوى فعلي بسهولة
كتابة محتوى فعلي وكامل وبدون أي أخطاء املائية او نحوية او خلافها، نعم يمكننا استعمال الذكاء الاصطناعي في هذا الأمر وكتابة مقالات كاملة بدون أي تدخل بشري، لكنها لا تكون الأفضل ولا تؤدي الغرض منها كمقالات بنسبة 100%، كل المقال الذي تقرأه أستطيع كتابته بأي نموذج لغوي بسهولة لكن لازلت أقوم بالكتابة بنفسي، لماذا؟ في الواقع ان خطوة الكتابة الكاملة نلجأ اليها عندما لا يكون لدينا حالة الإبداع المطلوبة في الكتابة؛ أي عندما نتعطل ولا نستطيع الوصول الى المطلوب بأنفسنا بشكل كامل، هذا يرجع الى طبيعة النفس البشرية وهو أمر طبيعي جدًا ان يدخل العقل في حالة من الخمول، فنلجأ الى ان نترك النموذج اللغوي يكتب المطلوب، ومن ثم نبدأ نحن بقراءة ما كتبه ونُعدل عليه، هذا شيء قمنا به بالفعل في أوقات عديدة، بل ان هناك رقم من المقالات على هذا الموقع مكتوبة عن طريق الذكاء الاصطناعي ومن ثم قمنا بالتعديل عليها بشكل يدوي بعد ذلك، هذه الحركة تُسهل علينا الكثير من التفكير والكثير من التنظيم وتُنجز جزءًا كبيرًا من العمل في وقت بسيط، ليست مناسبة لكل المقالات مع ذلك لكنها مُفيدة.
تلخيص المطلوب
اتدري اكثر ما ساعدني من الذكاء الاصطناعي ما هو؟ عندما يكون لدي مقال مطلوب مني كتابته والعميل الذي طلب كتابة هذا المقال قد أرسل لي كمية تفاصيل كثيرة ومملة الى حد كبير، انا اريد فهم ما يريده هذا العميل من المقال وفي نفس الوقت مللت من التفاصيل والمعلومات التي أرسلها لي، كل ما علي فعله هو ان ادخل الى أي نموذج لغوي وأعطيه طلبات العميل واسأله بكل هدوء، ماذا يريد مني؟ هنا تتم قراءة طلبات العميل بشكل تفصيلي ومن ثم اخراج طلباته ومقترحات من أجل توفير هذه الطلبات واعطائها حقها والخروج بالمقال المطلوب، هذا مريح لست أحتاج الى ان اقرأ كل شيء في شكل فقرات وجمل ومحادثات، فقط اقرأ لائحة الطلبات التي لخصها لي الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي يساعد الكاتب في إراحة عقله
كما نقول دائمًا، الأساس يكمن منك انت ككاتب، انت تقود المهمة التي تطلب فيها المساعدة ويستكمل الذكاء الاصطناعي هذه المهمة بعدك وبأوامرك وتوجيهاتك، ان ارتأيت ان تسلك طريقًا آخر غير طريقه فسيتبعك، لذلك يمكنك استغلال النماذج اللغوية المختلفة في انجاز مهماتك، قم بسؤالهم عن ما تحتاج وعن ما تريد كتابته، اطلب منهم تلخيص بعد الفقرات لتكتبها او لتترجمها، او اطلب منهم كتابة بعض الفقرات لتعدل عليها، هكذا تستطيع استغلال الذكاء الاصطناعي في الكتابة، عندما كنا نتحدث عن عالم البرمجة كان يمكن لأي برنامج مُساعد ان يكتب الكود كله او يُنجز المهام البسيطة التي تأخذ وقتًا ومجهودًا بلا داع، في الكتابة كذلك نستغل النماذج اللغوية في تسهيل الأمور علينا وفي كتابة ما نريد بسهولة سواء عن طريق كتابة فقرات كاملة وجمل كاملة والتعديل عليها او في تنظيم كل ما نريد القيام به.
علم هندسة الأوامر وكتابة المحتوى الرقمي
في النهاية رغم كل المميزات الا ان الكعكة ينقصها جزء مهم جدًا، الا وهو علم هندسة الأوامر وقد تحدثنا عنه من قبل بأنه من العلوم الحديثة المهمة التي ستحتاجها من أجل المستقبل، بدون معرفة كيفية كتابة الأوامر مع النماذج اللغوية، علم هندسة الأوامر من العلوم المهمة للمستقبل بشكل كبير وستحتاج لأن تتمرس به بشكل كبير من أجل تحسين استغلالك للذكاء الاصطناعي بالتالي من أجل تقوية وظيفتك ككاتب تكتب محتوى على الإنترنت.
الخلاصة – الذكاء الاصطناعي ليس كاتبًا
في النهاية يجب ان أُذكرك، انت الأساس لأنك الكاتب، الذكاء الاصطناعي ليس كاتبًا بل هو مُساعد لك، لكن عندما أكون انا صاحب عمل فسأبحث عن الذي يستطيع استغلال تقنيات اليوم لزيادة الإنتاجية والربح، بالتالي المستقبل ليس لأدوات الذكاء وحدها، هو للكُتاب الذين يستغلون هذه الأدوات، مجال الكتابة سيتقلص عدد البشريين به في الـ10 أعوام المُقبلة، لكن قد يكون هذا التقلص في مكان واحد؛ بدلًا ان يعمل 10 كُتاب في الموقع ستجد 5 فقط والباقيين ذهبوا لأماكن اخرى، لكن شرط استمرارهم في العمل واستمرارك انت في العمل بالمستقبل ان تستغل هذه التقنيات في حياتك، بدونها ستعاني.
لا يفوتك: 5 أسباب تجعل من المستحيل على الذكاء الاصطناعي استبدالنا