أعتقد بأن شكلي أفضل في المرآة..وهذا يعتقد بأن شكله أفضل في الكاميرا..ماذا تعتقد أنت؟، قد نسأل أنفسنا أحيانًا عن غرابة الأمر عندما نرى بأن ما نرى عليه أنفسنا خلال المرآة أجمل مما نراه من خلال الكاميرات الرقمية، فكيف وملامحنا لا تتغير؟ لا تتضخم ولا تصغر ولا تطول ولا تقصر..فهل يكون منطقيًا أن نشعر بأن هناك فرق؟ هل تقوم عدسة الكاميرا بتشكيل ماهيتنا أفضل من المرآة أم العكس؟ أم أنه لا فرق البته..وكل هذه مجرد أوهام ؟ في هذا المقال سنتعرف على جميع الأجوبة التي تحتاجها لأجل هذه التساؤلات، فقط تابع المقال..لتتعرف هل ما يهمك.
ما الذي نراه في المرآة؟ وكيف؟
إذا أردنا تحديد ما نراه حقًا على المرآة، فسنقوم بقياس بذلك بحسب المرآة التي نعرفها..المستوية، التي تتواجد في منازلنا أو في الأماكن العامة، والتي اعتدنا جميعًا على رؤية أنفسنا بها فضلًا عن الكاميرات! سنجد بأن المرآة أمرها بسيط..إذا كانت هناك اضاءة نستطيع رؤية أنفسنا من خلالها، وإذا لم تكن، لن نرى! ومن هنا أخبرك بأن ما نراه في المرآة هو انعكاس لصورتنا الحقيقية، انعكاس يتشكل من الأشعة الضوئية الساقطة على المرآة وتنعكس على عدسة أعيننا لترينا الجسد الذي قامت بتشكيله والملامح التي قامت برسمها، والتي تعبر عن حقيقتنا وماهيتنا على ما هي عليها ولكن.. ما نراه يكون معكوسًا! بمعنى تخيل أنك تقف أمامي، لن تكون يدك اليمني بمقابلة يداي اليمني أبدًا، سنكون معكوسين في اتجاهاتنا، فما هو على الناحية اليمنى بالنسبة لي، على الناحية اليسرى بالنسبة لك وهذا ما يحدث عندما تنظر لنفسك من خلال المرآة، كل شيء يكون معكوسًا، حتى أنك إذا قمت بمواجهة ورقة نصية بمقابلتها لن تراها بحقيقتها، ستراها معكوسة حتى ولو قمت بتصوير النسخة المقابلة لها على المرآة من خلال الكاميرا! فستظهر في الكاميرا بشكلها العكسي وليس المعتدل، وهذا حتى تذهب بالصورة لمحرر الصور وتقوم بعكس اتجاهها وبهذا ستراها بشكلها المعتدل!..فهذا هو الحال بالنسبة للمرآة، والتي كما عرفنا..نرى فيها شكلنا الحقيقي بتجسيده المباشر من خلال الأشعة الضوئية المنعكسة على أعيننا!.
ما الذي تراه في صورة الكاميرا ؟ وما الفرق بين عدسة الكاميرا وعدسة العين البشرية؟
لنفترض مقارنة بسيطة أولًا بين عدسة الكاميرا..وعدسة عينيك، كيف تستطيع كلاهما بأن ترى؟
ودعني أصف عدسة الكاميرا بأنها ترى، لأنها التي تلتقط كل شيء ولولا “رؤيتها” لما استطعت أنت أن ترى، فما القاسم المشترك بين عدسة الكاميرا وعدسة عينيك؟
الإجابة بسيطة..بأن كلاهنّ يشكلن الأجسام والأشياء من خلال الأشعة الضوئية المنعكسة، فكما تقوم برؤية نفسك أمام المرآة بسبب الأشعة الضوئية المنعكسة على عينيك، أيضًا تقوم برؤية نفسك في الكاميرا بسبب الأشعة الضوئية المنعكسة على عدسة الكاميرا فهذه هي آليتها..تقوم باستقبال الضوء من خلال الحساس، وتجميعة ومعالجته من خلال المستشعر، ولكن بشكلٍ أساسي..تستقبل العدسة الأشعة الضوئية لتقوم بعملها في تشكيل الأجسام! تمامًا كما هو الحال عندما يتعلق الأمر برؤية نفسك من خلال المرآة كما أوضحت سلفًا.
هل هناك فرق حقيقي؟ أم نتوهم الأمر وحسب؟
وصلنا إذًا لنقطة هامة! وهي أنه تشترك المرآة والكاميرا في نفس الطريقة التي تستطيع رؤية نفسك من خلالهم..وبهذا لا فرق جوهري بين رؤيتك لنفسك من خلال المرآة، ورؤيتك من خلال الكاميرا! كلاهما يعتمدا في عملهما على الأشعة الضوئية، وكلاهما يعكسان ماهيتك الحقيقية على ما أنت عليه – وأتحدث عن الكاميرا الـ DSLR التي تشكل أكثر تجسيد حقيقي للأشياء دون تغيير في تفاصيله البته بعكس كاميرات الهواتف باختلاف أنواعها، وقد أضم معها كاميرات هواتف أبل الأيفون وهاتف سامسونج الحالي إس 22 ألترا كواحد من افضل الهواتف في الكاميرات وقد يكون أفضلهم – ، إذا فكيف يختلف رأيك عند رؤيتك لنفسك في الصورة الرقمية بعد رؤيتك لنفسك بالصورة الحقيقية من خلال المرآة؟ هل هناك فرق جوهري حقيقي؟ أم يعتمد الأمر على القليل من الفسيولوجية النفسية لنا كبشر؟ وهل جميعنا لديه نفس الرأي! بأن شكله الذي يراه في المرآة أجمل من الكاميرا؟ لا أعتقد.
اعتدت دومًا على الإستماع بجودة معينة للصوت وبطريقة معينة لضبط إعدادات الصوت، فقد اعتادت مسامعي على أن تسمع الصوت بشكلٍ ما بالنسبة لها هو الأنقى والأوضح والأفضل، والأكيد..انه الأكثر اعتيادًا، وعندما قمت بتجربة صوتية مختلفة عن التي اعتادت عليها أذناي، شعرت بالإمتعاض وأن هذه بالكاد تجربة صوتية حقيقية! في حين أني قمت بتلك التجربة على سماعة أخرى ذات جودة عالية، ولكن بإعدادات صوتية مختلفة عن التي اعتدت عليها وبالتالي تختلف الجودة قليلًا، مجملًا..لم أفضلها كتجربة عن الذي اعتدت عليه.
كحاسة السمع قمت بتجربة حاسة التذوق، فقد اعتدت على شرب القهوة زيادة، فلا أحب مرارتها ولم أعتاد عليها، وكما توقع ذهنك فقد قمت بتجربة شربي للقهوة سادة – دون أي نقطة سكر – وما شعرته لم يكن جيدًا البتة، لأنه فقط لم يكن كما اعتدت عليه، إذا..هل يدلّ هذا على أن الجميع لا يحبون القهوة سادة؟ ولا يشعرون بالإرتياح مع التجربة الصوتية المختلفة التي قمت بتجربتها؟ بالتأكيد لا، فهي حواس، وتختلف من كل شخص إلى أخر في تفضيلاتها وما اعتادت كل حاسه أن تستقبله..وكذلك في حاسة البصر في الفرق بين رؤيتك لنفسك من خلال المرآة وبين الكاميرا الرقمية، فكل ما في الأمر أنك اعتدت على أن رؤية نفسك في المرآة وهذا منذ الصغر، ولا أتحدث هنا عن الذي اعتاد على الكاميرا أكثر من المرآة! فيقومون بالتصوير ورؤية أنفسهم من خلال الكاميرا بشكلٍ غالبي، وهذا ما يقلل نسبة رؤيتهم لذاتهم من خلال المرآة وبالتالي لا يحكمون على الأمر مثلما اعتدت عليه أنا وأنت، فإن سألت أحد الذين اعتادوا على تصوير أنفسهم كثيرًا ورؤية أنفسهم من خلال المرآة، أما ترونه في المرآة أجمل أم الكاميرا؟ وها أنت قد توقعت الإجابة، فكل ما في الأمر أن هناك من اعتاد على رؤية نفسه في المرآة وهذا يجعله أكثر تصديقًا وتقبلًا لما يراه بها.. ولكن! هل يراك الناس كما تراك المرآة والكاميرا؟ بتجربة شخصية، فكل من اعتاد أن يراني في الصور، ويقوم برؤيتي لأول مرة على الحقيقة يخبرني بأن ملامحي أجمل على الحقيقة – ولا أقصد مدح نفسي – ولكن هذا ما يحدث، بعكس رأيي! فأنا أرى بأن ما أراه في الكاميرا والمرآة معًا أجمل من الواقع! ولكن هذه حماقة مني، فكيف لي أن أرى نفسي في الواقع كما يراني الناس؟ مستحيل! وبهذا ندخل في حالة ثالثة وهي رؤية البشر لنا..تختلف تمامًا عما نراه نحن في الكاميرات والمرائي، وكل ما في الأمر أن ملامحنا لا تتغير، كل ما يحدث هو أن كلًا منا قد اعتاد على شيء ولن يقوم إلا بتفضيله، وقد يقوم بتقبل الأشياء الأخرى، ولكن لن يفضلها!
هل يختلف الأمر باختلاف نوع الكاميرا؟ وطريقة التصوير؟
في هذه الحالة بشكلٍ خاص! نعم..بالتأكيد، منذ بداية تصنيع الهواتف ذات الكاميرا إلى وقتنا هذا وقد مررنا بمراحل تطور مذهلة، يمكنا أن تريك كم تطورت الكاميرا في تجسيدها للأشياء لأقرب ما هي عليه في الحقيقة، ويزداد هذا بتقدم الزمن، ووصلنا الآن إلى هواتف IPhone 14 و samsung s22ulta، والتي حصل تعلى علامات كاملة في جودة الكاميرا الخاصة بها وكم تكون أقرب لما هو عليه الواقع الحقيقيّ، والتي ينطبق عليها تقريبًا ما قمت بتوضيحه في هذا المقال ولكن..لا تقوم جميع الهواتف بتجسيد حقيقة مظهرنا، فهناك اختلافات تقنية وجذرية بين كاميرات الهواتف في دقتها وقوة معالجتها للصور، والذي يجعلني أخبرك أنه في هذه الحالة فما تراه في المرآة أجمل.وأكثر واقعية، بل ويختلف الأمر أيضًا بالزاوية التي قمت بالتقاط الصورة منها، وباختلاف المنظور، فإذا قمت بتصوير نفسك بأكثر من زاوية مختلف (لأسفل وأعلى ويمين ويسار) وقمت مقارنتها جميعًا بزاوية مستوية ومواجهة لك، ستتعجب من كم تغيرت ملامحك في كل صورة عن الاخرى، بل ستجد بأن هناك زاوية تظهرك أجمل مما تظهرك عليه الزاوية المقابلة لها، جانبك الأيمن أجمل من جانبك الأيسر في التصوير..وهكذا، وهذا كلّه يعتمد على الطريقة التي ترى بها نفسك من خلال الكاميرا
أما المرآة..فلا يوجد هناك منظور مختلف أو زاوية مختلفة، كل شيء يكون بمستوى أفقي ومقابل لك، ولا تغيير في ذلك، ولذلك تظهرك دومًا باكثر صورة حقيقية لك! وهذا ما لا نستطيع إنكاره.
اقرأ أيضًا: أهم قواعد التكوين تعلم كيفية التصوير
اقرأ أيضًا: كيفية التصوير الإحترافي بكاميرا الهاتف