الاء عماد 2025-04-06 7 دقائق قراءة

ضرائب ترامب تدفع أسعار الايفون إلى الجنون | تعرف على التفاصيل كاملة

حجم النص

في خطوة لا تخلو من العناد والمبالغة، قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن يُشعل فتيل حرب تجارية جديدة مع الصين، وكأن العالم بحاجة إلى المزيد من الفوضى! ترامب، الذي يبدو أنه يعتبر التعريفات الجمركية لعبة مفضلة، أعلن عن فرض رسوم جديدة بنسبة 34% على الواردات الصينية، لتُضاف إلى التعريفة القديمة البالغة 20%، وكأن الرقم الصادم 54% سيكون مجرد رقم آخر في حساباته الغريبة، لن يؤثر على شئ على الاطلاق.

ضرائب ترامب تدفع أسعار الايفون إلى الجنون تعرف على التفاصيل كاملة

دون الحاجة إلى تعريف، أن الصين هي الوريد الذي يضخ الحياة في صناعة هواتف آيفون أو فى معظم الاجهزة الالكترونية فى الولايات المتحدة، فقرار ترامب “العبقري للغاية” هذا لن يمر دون أن يترك أثرًا مؤلمًا على أسعار الايفون حول العالم، وبالأخص في أسواقنا العربية التي تعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد من الخارج، والآن، سنأخذك في جولة لفهم كيف قرارات ترامب التي تبدو وكأنها خرجت من كابوس اقتصادي قد تُشعل نار الأسعار، متى ستطبق الضرائب فعليًا، وكيف يمكن لعشاق آبل في الوطن العربي الاستعداد لما هو قادم، ولماذا قد يكون الآن هو الفرصة الذهبية لشراء الآيفون قبل أن يصبح ثمنه في السماء!

سبب فرض ترامب ضرائب جديدة على الصين

قبل أن نتعمق في تأثير هذه الضرائب على أسعار الايفون، لا بد من شرح الخلفية التي أدت إلى هذا القرار، فقد قام الرئيس ترامب، في إطار سعيه لتقوية الاقتصاد الأمريكي، أعاد فتح ملفات التجارة مع الصين، متهمًا إياها باتباع ممارسات تجارية غير عادلة، خصوصًا في مجال التكنولوجيا، ولحماية الصناعات الأمريكية من هيمنة الصين، فرض تعريفات جمركية باهظة على الواردات، بما في ذلك المكونات الأساسية التي تعتمد عليها شركة آبل لتصنيع أجهزة آيفون.

ضرائب ترامب


هنا يظهر سبب إطلاق مصطلح ضرائب دونالد ترامب ليصف موجة الضرائب التي تستهدف أكبر اقتصادين في العالم، والتي للأسف ستجعل المستهلك العادي يدفع الثمن في نهاية المطاف، للاسف يمكننا أن نقول أنها بداية حرب التكنولوجيا بين الدول المهيمنة والتى سيعانى من نتائجها هو المستهلك.


كيف ستؤثر ضرائب ترامب على أسعار الايفون في الوطن العربي؟

تعمل الهواتف الذكية، وعلى رأسها أجهزة آيفون، ضمن سلسلة إمداد عالمية معقدة، معظم مكونات الآيفون، من الرقائق الإلكترونية إلى الشاشات والبطاريات، يتم تصنيعها في الصين أو تعتمد على مكونات صينية أساسية، لذلك، حين يتم فرض ضرائب بنسبة 54% على هذه المنتجات عند دخولها الولايات المتحدة، فإن التكلفة النهائية على المستهلك سترتفع تلقائيًا، على المستهلك الاجنبى، فما تخيلك أن يحدث للمستهلك العربى، ومع أن هذه الضرائب مفروضة على الولايات المتحدة، إلا أن أسعار الايفون عالميًا، وبشكل خاص في الأسواق العربية، ستتأثر للأسباب التالية:

  • حتى إذا كانت الهواتف موجهة للسوق العربي، فإن ارتفاع تكاليف الإنتاج في أمريكا سيؤثر على تسعير المنتجات عالميًا لتعويض الخسائر.
  • من المعروف أن الشركات الكبرى مثل Apple لا تتحمل التكاليف وحدها، بل تقوم بتمرير جزء كبير من التكاليف إلى المستهلكين.
  • ومع القيود التجارية والضرائب، من المتوقع أن تزيد أيضًا تكاليف النقل والشحن للأسواق العربية.

وبالتالي، يمكننا القول إن الأسواق العربية لن تكون بمعزل عن هذه الزيادات، ومن المرجح أن نرى ارتفاعات تتراوح بين 30% إلى 40% في أسعار الايفون خلال الأشهر القليلة المقبلة، ما لم يحدث تغيير مفاجئ في السياسات.

قد يهمك ايضًا: الصين ترد على ترامب وتفتح النار على جوجل في تحقيق احتكاري

متى سيتم تطبيق ضرائب ترامب وتأثيرها الزمني على السوق؟

وفقًا لما هو معلن، سيتم تطبيق ضرائب ترامب الجديدة بشكل رسمي اعتبارًا من الأربعاء، 9 أبريل 2025.

ولكن ماذا يعني هذا لنا كمستهلكين في الوطن العربي؟ حتى تاريخ 9 أبريل، فإن الأجهزة التي شحنت بالفعل إلى الأسواق لن تخضع للضرائب الجديدة، أي مخزون حالي في الأسواق العربية أو في المخازن العالمية التي تُورد للمنطقة لن يتأثر مباشرة، وهو ما يجعل الشراء الآن فرصة ذكية قبل بدء تأثير الضرائب الجديدة على الأسعار، ومن المتوقع أن تبدأ الأسعار في الارتفاع تدريجيًا مع بداية مايو، مع بدء نفاد المخزون القديم ودخول المنتجات الجديدة التي تحمل كلفة الضرائب الإضافية.

إذا كنت من محبّي آيفون وتفكر في ترقية هاتفك الحالي أو شراء جهاز جديد لأحد أفراد الأسرة، فربما يكون الوقت المثالي لذلك هو الآن، قبل أن تبدأ تأثيرات ضرائب دونالد ترامب في الظهور على الأسعار في الأسواق المحلية.

الغلاء ليست فى أسعار الايفون فقط موجة الغلاء تجتاح الإلكترونيات

لو كنت تظن أن أسعار الايفون وحدها من ستقفز إلى عنان السماء بسبب ضرائب ترامب، فأنت للأسف في بداية القصة فقط! قرار ترامب لا يستهدف أبل وحدها، بل يُشعل فتيل أزمة تمتد إلى كل زاوية في عالم التكنولوجيا.

ضرائب ترامب تمنع جهاز Nintendo Switch 2 من الوصول إلى أمريكا

فالشركات الكبرى مثل Nintendo لم تنتظر كثيرًا لتشعر بحرارة الضرائب المتصاعدة؛ فقد أعلنت بالفعل عن تعليق الطلبات المسبقة لجهاز Nintendo Switch 2 في الولايات المتحدة، في خطوة تعكس القلق المتزايد من تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار النهائية للمستهلك، الأمر هنا لا يتعلق فقط بالهواتف الذكية، بل يمتد ليشمل الحواسيب المحمولة، الأجهزة اللوحية، الساعات الذكية، وحتى سماعات الأذن اللاسلكية، كل هذه المنتجات تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على خطوط الإنتاج الصينية، التي أصبحت الآن محاصرة بقرارات ترامب التي يمكن وصفها دون تردد بأنها مغامرات اقتصادية غير محسوبة العواقب.

وكما أوضحنا أن السوق العربي يعتمد في معظمه على الاستيراد، فإن موجة الزيادات المتوقعة ستطال كل ما هو ذكي ومتصل بالشبكة، فإذا كنت من عشاق أجهزة الألعاب أو تفكر في اقتناء لابتوب جديد، فلا تتفاجأ إن وجدت نفسك تدفع المزيد والمزيد من أجل قطعة تكنولوجيا كان من المفترض أن تكون في متناول يدك!


بإختصار ترامب لا يُطلق سهامه نحو أسعار الايفون فقط، بل صوب مباشرة قلب كل منتج إلكتروني يعتمد على سلاسل التوريد العالمية، وكأن ترامب قرر أن يحول سوق الإلكترونيات إلى حرب باردة … ومن الضحية فى هذا الامر بالتأكيد المستهلك للأسف! السؤال هنا أين مستشارين هذا الشخص هل ستتركوا لوحده هكذا؟ من يعطيه هذا الافكاره إذا كانت نابعة من عقله النابغة، فنحن لنا الله.


هل تستطيع Apple تحمل هذه الضرائب أم سيبقى العبء على المستهلك؟

في الحقيقة، شركة آبل أمامها خيارات صعبة ومعقدة، برغم أن الشركة قد حاولت في الفترة الماضية نقل جزء من تصنيعها إلى دول مثل الهند وفيتنام وتايلاند وماليزيا، إلا أن هذه الدول أيضًا لم تنجوا من الضرائب الأمريكية الجديدة، مما يعقد المسألة أكثر، الخبراء يتوقعون أن تقوم آبل برفع أسعار الايفون بنسبة لا تقل عن 30% لتعويض تأثير هذه الرسوم، حتى مع محاولات آبل لتعزيز المخزون مؤقتًا، فإن هذا الحل لا يمكن أن يكون طويل الأمد، ومن غير المرجح أن تستطيع آبل امتصاص هذه التكاليف بالكامل، خصوصًا مع استمرار ضغوط المستثمرين للمحافظة على هوامش الربح المرتفعة.

على ما يبدو أن الشركة قد تضطر لرفع أسعار أجهزة iPhone وApple Watch بنسبة تصل إلى 43%، وأجهزة iPad بنسبة 42%، بينما قد ترتفع أسعار أجهزة Mac وAirPods بنسبة 39% تقريبًا، وهذه مجدر أستنتاجات لم يتم تحديد شئ بعد.

ماذا عن احتمالات التراجع أو استثناء أبل من الضرائب؟

حتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي استثناءات خاصة لشركة أبل من هذه الضرائب، ورغم محاولات المدير التنفيذي لـ Apple، تيم كوك، للضغط من أجل الحصول على إعفاءات (بما في ذلك اجتماعه مع ترامب ودعمه المالي لحملته)، لم يثمر ذلك عن نتائج ملموسة حتى اللحظة.


وفي ظل استخدام ترامب لـ “قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية”، فإنه لا توجد آلية واضحة للشركات لتقديم التماس لإعفاء منتجاتها بشكل فردي، وبالتالي، يبدو أن هذه الضرائب ستستمر، على الأقل في المستقبل القريب.


ضرائب ترامب تطول منتجات أبل

فى الختام، إذا كنت من عشاق أجهزة ايفون أو تخطط لشراء جهاز جديد خلال الفترة المقبلة، فإن النصيحة الذهبية هي: لا تنتظر طويلاً، الوضع العالمي غير مستقر، والأسعار مرشحة للارتفاع قريبًا، ومع التوقعات بأن تشهد أسعار الايفون زيادات تصل إلى 40% في بعض الطرازات، فإن الاستثمار في هاتف جديد الآن يمكن أن يوفر عليك مبلغًا كبيرًا لاحقًا.

يبقى الأمل معلقًا على احتمالية التوصل إلى حلول دبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين أو اتخاذ ترامب قرارات جديدة قبل سريان الضرائب بشكل كامل، ولكن حتى ذلك الحين، يبقى الخيار الأمثل للمستهلك هو الاستفادة من الوضع الراهن قبل أن تتغير معادلة الأسعار إلى الأبد، أو أن يتيح مستهلك لنفسه تجربة الهواتف الاخرى المتواجدة فى الساحة أنها ليست نهاية العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *